الماء نعمة من الله

 الماء هو أساس الحياة، وبدون ماء لا توجد حياة، والله عز وجل خلق من الماءكل الكائنات الحية "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " (الأنبياء: 30).

الماء هو المكون الأساسي لجميع خلايا الكائنات الحية، والماء له علاقات مختلفة ومتباينة مع الكائنات الحية، سوف نتطرق لعلاقات الماء مع الانسان والحيوان والنبات، ونرى ونتفكر في قدرة الله الخالق عز وجل في الماء مع هذه الأحياء.

فهيا بنا في رحلة قصيرة نتفكر في الماء، الماء ذلك السائل العجيب الذي منحه الله صفات عجيبة وغريبة، وجعله سر الحياة، فلنتفكر في الماء، ونرى عجيب صنع الله.

علاقة الماء بالإنسان

 الماء هو مادة خلق الإنسان، حيث أن مادة خلق أبونا آدم الطين هي نتيجة اتحاد التراب بالماء، "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً" (الفرقان: 54)، (، "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ" (المؤمنون: 12وخلق ذرية آدم من البشر من التقاء نوعين من الماء، ماء الذكر وماء الأنثى، بما يحملانه من أمشاج ذكرية وأنثوية، وعندما يحدث الإخصاب ويتكون الزيجوت والجنين، تحمي السوائل (التي أغلب تكوينها ماء) الموجودة في المشيمة الجنين من الصدمات)،  (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ) (السجدة: 7 - 8) ، "أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ . فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ‏" (المرسلات‏:20-‏23)‏.

الماء المكون الأساسي في جسم الانسان، فالماء يمثل حوالي  70% من الجسم، والماء مكون أساسي لكل خلايا وأنسجة الجسم المختلفة، والماء له وظائف عديدة في جسم الانسان، منها أنه المكون الرئيسي لسوائل الجسم، فالماء المكون الأساسي في الدم، والإنزيمات والهرمونات، والإفرازات المختلفة في الجسم، وكذلك الماء ينظم درجة حرارة الجسم، من خلال إفراز العرق، وغير ذلك.

الماء أهم المدخلات وأهم المخرجات التي تدخل جسم الانسان، فالماء يدخل الجسمعن طريق شرب المياه النقية أو المشروبات الأخرى، وكذلك مع الطعام، والماء أهم وسيلة إخراجية، حيث يخرج الماء من الجسم ليخلص الجسم من العديد من السموم والمركبات الضارة، عن طريق البول عن طريق الجهاز البولي، أو عن طريق العرق عبر مسام الجلد، أو من الأنف عبر الجهاز التنفسي خلال عملية الزفير على صورة بخار (بخار الماء)، وكذلك توجد نسبة معينة من الماء في البراز، فبدون شُرب الماء يموت الانسان من العطش،  لايستطيع الانسان أن يعيش بلا ماء أكثر من أربع ايام، وبدون إخراج الماءيموت الانسان لتراكم السموم في جسمه.

وكذلك فإن المياه في المسطحات المائية (الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات) هي طريق ممهد للسفر بواسطة المركبات المائية (السفن والمراكب والقوارب) ، وهذه آية من آيات الله الواضحة الجلية، فيقول الله سبحانه وتعالى "وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ" (إبراهيم: 32)، وكذلك يمكننا السباحة على سطح المياه أو الغوص في أعماق المسطحات المائية،  وإذا لم يتم الاعداد المناسب للمركبات المائية يكون المصير هو الغرق والهلاك، ومن يلقي نفسه أويٌلقى به في المسطحات المائية ولا يجيد السباحة يكون الغرق مصيره، إلا نبي الله يونس الذي نجاه الله من الغرق حين التقمه الحوت، ثم نبذه في العراء.

          الماء جند من جنود الله أهلك به الكفار الذين لم يؤمنوا برسول الله نوح عليه السلام، حيث كان الطوفان الذي أغرق الكفار، ونجا الله به نوحاً عليه السلام والذين آمنوا معه في السفينة، وطهر الأرض من الكافرين بهذا الطوفان،  "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ، فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ، تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ، وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ، فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ، وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ، كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ" (القمر: 9 – 18) .

          والمياه في المسطحات المائية قد تهلك البشر حين تفيض وتزداد مثل فيضانات الأنهار التي تهلك الزرع وتدمر البيوت، وكذلك ظاهرة تسونامي التي دمرت مناطق شاسعة وشردت الملايين.

الماء يطهرنا ويغسل أبداننا، عند الاغتسال أو الاستحمام، والوضوء بالماء الطهور شرط لصحة وقبول الصلاة، والاغتسال عند أعتناق الاسلام مطلوب  للتطهر من الشرك والدخول في دين الله.

الاغتسال بالماء أو الوضوء يؤدي إلى النشاط والحيوية، فعند الاستيقاظ من النوم والقيام بالوضوء أو الاغتسال يشعر الإنسان بالنشاط والحيوية، ويذهب الكسل والرغبة في النوم.

منظر الماء يذهب الحزن للانسان ويعطيه شعور بالراحة والسعادة، ولذلك فإن التنزه في حدائق تطل على المسطحات المائية تشيع في النفس البهجة والسرور. وكذلك فإن المنازل التي تطل على المسطحات المائية في أي مكان يكون لها سعر أفضل من غيرها ولها سحرها الخاص وجاذبيتها الخاصة.

العلاج بالماء

يستخدم الماء منذ قديم الأزل في العلاج الموضعي، فالماء الساخن والماء البارد لهما استعمالات معروفة منذ قديم الزمان كعلاج، وهناك دراسات كثيرة لاستعمال الماء في العلاج الطبيعي، بل شرب الماء دواء فعال وتتم عليه العديد من الدراسات والأبحاث.

فالاستعمال الموضعي للماء البارد يستخدم لتخفيض درجة حرارة الشخص المصاب بحمى أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة، فكمادات الماء البارد هي وسيلة فعالة لخفض درجة الحرارة، كما أن الماء البارد أو الثلج يستخدم كوسيلة فعالة في العلاج الطبيعي بعد حدوث الكدمات لتقليل أو منع حدوث التورمات، حيث أن  الثلج أو الماء البارد يقلل توارد الدم إلى مكان الاصابة، أما الماء الساخن فيستخدم بعد حدوث التورمات حيث يقوم بتوسيع اللأوعية الدموية ويتسبب قي فك التورمات، والماء الساخن يستخدم في العلاج الطبيعي لعلاج آلام المفاصل وآلام العمود الفقري حيث يؤدي الماء الساخن إلى إنخفاض التوتر العضلي. ومازالت الأبحاث والدراسات تكشف الجديد عن فوائد واستخدامات الماء في العلاج الطبيعي.

أما شرب الماء فهو علاج فعال، حيث أنه من المعرف أن المصابون بنزلات برد أو التهاب الحلق ينصحهم الأطباء بشرب مشروبات ساخنة حيث يؤدي ذلك إلى توارد الدم منطقة الحلق بكمية أكبر بما يحمله من أجسام مضادة ليكافح الميكروبات التي تغزو الجسمبكفاءة أكبر. وكذلك فإن شرب الماء صباحاً بعد الاستيقاظ قبل تناول الطعام له فوائد عديدة منها أن يغسل الكلية ويكافح تكوين الحصوات وينقي الدم من الكثير من السموم، وغير ذلك كثير، وهناك أبحاث تجرى لتقنين شرب الماء كأحد وسائل علاج الكثير من الأمراض.

الماء والحيوان

الله خلق جميع الحيوانات من الماء "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (النور: 45).

كما في الانسان فإن الماء هو المكون الرئيسي لأجسام الحيوانات، وهو المكون الأساسي لخلايا الحيوانات، ولسوائل أجسامها المختلفة، وكذلك هو أهم المدخلات والمخرجات لأجسام الحيوانات.

الحيوانات منه ما يعيش على اليابسة، ومنها الطيور وبعض الحشرات تطير، ومنه ما يعيش على اليابسة ولا يطير أويستطيع العيش في الماء، الحيوانات التي تعيش على اليابسة تختلف في درجة تحملها لنقص المياه وتحمل على العطش، وأشهر الحيوانات تحملاً للعطش هو الجمل الذي يطلق عليه سفينه الصحراء لشدة تحمله للعطش، وكذلك توجد توجد بعض الزواحف والحشرات ولعناكب التي تعيش في المناطق الصحراوية وتسطيع أكثر من غيرها تحمل تقص المياه لفترات طويلة نسيباً.

من نعم الله أننا نأخذ من المسطحات المائية آلاف الأطنان يومياً من الأسماك يصطادها الصيادون في مختلف الدول على سطح الأرض، دون مجهود يذكر من البشر في تربية وإنتاج هذه الأسماك، وكذلك ما يخرج من البحار والمحيطات من مجوهرات وثروات عظيمة "وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (النحل: 14)، "وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (فاطر: 12). وكذلك يمكن انتاج الأسماك في المزراع السمكية.

هناك تنوع واختلاف كبير في علاقة الحيوانات بالماء، فهناك الكثير من الحيوانات التي تعيش على اليابسة ولا تستطيع السباحة وتغرق في الماء، وهناك حيوانات تستطيع المعيشة في البر والماء مثل الضفادع والتماسيح ، بل يوجد طيور لا تطير تستطيع المعيشة والغوص في المياه مثل طائر البطريق، ويوجد أنواع من الطيور تطير وتسبح في الماء وتتغذى على الأسماك مثل طائر البجع، ويوجد   حيوانات ثديية تعيش في المياه مثل عجل البحر ( يسمى أيضاً الفقمة بالإنجليزية seal) وهناك العدديد من الحيوانات المائية مثل نجم البحر، والأخطبوط وغيرها.

وإذا كان المسطحات المائية تنتج لنا الأسماك نأكلها وتمثل لنا غذاءً شهياً، فهي أيضاً بها كائنات أخرى مفترسة يمكن أن تأكلنا، وتعتبر الإنسان لها غذاءً شهياً مثل أسماك القرش، والحيتان، والتماسيح.

علاقة الماء بالنبات

الماء هو المكون الرئيسي أيضاً في خلايا النباتات، ووجود الماء ضروري لبداية حياة النبات من خلال عملية الانبات " وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" [الحج – جزء من الآية 5 ] ، "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُون" (سورة النمل: 60)، فالبذور تكون في حالة كمون قد تستمر لعدة سنوات ولا تبدأ الإنبات إلا في وجود الماء، سواء أكان بالمطر أو بالري بوسائل أخرى.

 والماء يروي النباتات المختلفة الموجودة في نفس التربة فينتج نباتات مختلفة الأشكال والألوان ، ومختلفة الطعم، (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:99)، "وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الرعد: 4)، فالماء واحد والتربة واحدة والنباتات مختلفة بقدرة الله عز وجل، وبقدرته سبحانه وتعالى الذي أودع في كل نبات صفاته الوراثية في الجينات (الموروثات) الخاصة به، فبجوار الورود تنبت الأشواك، وبجوار الأشجار تنمو نباتات صغيرة، وبجوار نباتات المحاصيل تنبت الحشائش، فهذه آية واضحة جلية  لقدرة الله عز وجل.

الماء يروي النباتات، وبدون حصول النباتات على ما يكفيها من الماء يحدث لها جفاف وتموت وتذبل، ولكن الماء إذا زاد عن الحد المطلوب يؤدي إلى إختناق الجذور، وموت النباتات، وتختلف كمية المياه المطلوبة لري النباتات من نبات لآخر، بعض هذه النباتات تحتاج لمياه قليلة، وبعضها يحتاج للغمر بالماء لفترات طويلة من دورة حياته مثل نبات الأرز.  

وهناك العديد من النباتات البرية التي تنمو في بيئات مائية، سواء أكانت مياه عذبة أو مياه مالحة، حيث أنه في المياه العذبة يوجد نباتات تنمو على سطح الماء مثل نبات بسنت الماء Waterhyacinth  (ويطلق عليه أيضاً ورد النيل أو البشنين)، أو مغمور فيالماء أو في قيعان المسطحات المائية، وبعضها يعيش في المسطحات المائية الضحلة حيث تكون جذورها في قاع البركة وأوراقها طافية فوق سطح الماء، وهناك نباتات تعيش على جسور الترع والأنهار، وهناك  نباتات تعيش على المياه المالحة مثل نبات الشورى  Avicennia (ويطلق عليه نبات القرم أو ابن سينا).

وهناك نباتات تتحمل العطش وتعيش قي البيئات الصحراوية، وهناك نباتات تنمو في الأرض التي بها نسبة ملوحة عالية، ويحاول العلماء استغلال تحمل بعض النباتات للملوحة أو لقلة المياه في استنباط أصناف جديدة من نباتات المحاصيل مقاومة للملوحة وتحتاج لكميات أقل من المياه لمواجهة نقص المياه العذبة الصالحة للري وزيادة إنتاج العذاء لمواجهة الطلب المتزايد على نباتات المحاصيل بسبب الزيادة السكانية في دول عديدة في العالم.

الماء يقوم بأدوار وعمليات عديدة في النبات، وأبرز هذه العمليات الحيوية عملية البناء الضوئي، فخلال هذه العملية الحيوية يتم اتحاد الماء وثاني أكسيد الكربون، في وجود الشمس ويتم تكوين المواد الكربوهيدراتية، وهذه العملية الحيوية هي أساس غذاء جميع الكائنات.

الماء هو أهم المدخلات والمخرجات للنبات، فدور الماء ليس فقط في عملية البناء الضوئي بل أيضاً يدخل مع الماء من التربة الأملاح الذائبة إلى النبات، وكذلك هو أهم المخرجات من خلال النتح وعملية التنفس، وحركة الماء في أوعية النبات تلعب أدواراً أخرى مهمة في النبات منها توزيع المواد الغذائية على أجزاء النبات المختلفة غير ذلك.

            ومن خلال هذه الرحلة القصيرة لعلاقات الماء مع الإنسان والحيوان والنبات نرى بوضوح قدرة الخالق عز وجل من خلال تنوع هذه العلاقات، فالماء بدونه لا توجد حياه، والماء قد يؤدي إلى الموت وانتهاء الحياة، والماء به العديد من الأحياء، فسبحان الله الذ أنعم علينا بالماء.

 


هذا هو البحر المتوسط و تلوثه.. فأين سمكه و مزارعه?


 




حسب ما ذكر من كتاب الإحصاء السنوي للهيئة العامة لتنمية السمكية، مجموع إنتاج البحيرات الشمالية عام 2009 كان 113148 طن بينما إنتاج مصر من الأسماك من البحر المتوسط كان 78790 طن، و جملة إنتاج المزارع السمكية 639815 طنا . الخريطة المرفقة التي نشرت في مجلة النيوزويك الأمريكية بتاريخ 1/8/1988 لأكثر بحار و محيطات العالم تلوثا، نجد أن منطقة جنوب شرق المتوسط، و هي إلى يطل عليها ساحل مصر الشمالي، هو شديد التلوث.


ماذا يعنى هذا؟ يعنى أن التلوث هو الحاضر الغائب في اى تخطيط مستقبلي لاستغلال البحر المتوسط سمكيا، خاصة و أننا نعلم أن صغار الأسماك هي دائما الأكثر تأثرا بالتلوث. كما أن المشكلة مزمنة، فدول شمال المتوسط صناعية، و تلقى بمعظم ملوثاتها بالبحر المتوسط، و اتجاه التيارات البحرية في اتجاه الجنوب الشرقي، لذا يزداد تركيز الملوثات في مياه المتوسط المصرية، و حتى نقلل من التلوث لابد أن تلتزم دول المتوسط بتدوير مياه الصرف بها، كما أن الإسكندرية وحدها تلقى بحوالي 1.5 مليون متر مكعب يوميا من مياه صرف معالجة أولية فقط.


فهل من معلومات دقيقة و صادقة عن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر أو انخفاض قاع البحر بالمنطقة؟ كذلك عن نوعية و كمية الملوثات على مسافات و أعماق مختلفة من ساحل البحر المتوسط المصري؟







: تنظيف البحار العالمية يعزز الاقتصاد

لندن (رويترز) - قال تقرير لبرنامج الامم المتحدة للبيئة يوم الاربعاء ان تنظيف وتحسين ادارة البحار والشواطئ سيساعد على تعزيز النمو الاقتصادي وخفض الفقر والتلوث.

ويبرز التقرير الذي جرى انتاجه بالتعاون مع عدة مؤسسات تابعة للامم المتحدة الفرص الكبيرة للاقتصاد المستند الى الانشطة البحرية قبل نحو خمسة أشهر من اجتماع عالمي على مستوى الحكومات لمناقشة سبل تحقيق تنمية أكثر استدامة في مؤتمر للامم المتحدة في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

ويعيش نحو 40 بالمئة من سكان العالم على بعد نحو 100 كيلومتر من سواحل ولذلك فان النظم البيئية البحرية توفر الضرورات من غذاء ومأوى ووظائف لملايين البشر على مستوى العالم.

لكن التلوث الناجم عن تسرب النفط والاسمدة والفضلات ومياه الصرف والمخلفات الكيماوية الى جانب الصيد الجائر أضر بسلامة وانتاجية البحار.

وقال التقرير ان استخدام المحيطات في توليد الطاقة المتجددة والسياحة البيئية والتحول لوسائل صيد ونقل أكثر استدامة من شأنه أن يعكس هذا الاتجاه وقد يساعد الجزر في اسيا والكاريبي على الحد من اثار التغير المناخي.

وقال اكيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة "تكثيف الاستثمارات النظيفة في الموارد البحرية والساحلية وتعزيز التعاون الدولي في ادارة هذه النظم البيئية العابرة للحدود أمور مهمة لو كنا نسعى للانتقال الى اقتصاد نظيف منخفض الكربون يتسم بكفاءة استغلال الموارد."

وأوصى التقرير بخطوات رئيسية للتحول الى الاستغلال النظيف للبحار في مجالات السياحة والصيد والنقل والتلوث والطاقة المتجددة والتعدين في المياه العميقة.




بيئة لبنان ثروة لا تقدَّر بثمن

يوماً بعد يوم تكبر التحديات للحفاظ على البيئة في لبنان، ولعلّ أبرز الاخطار التي تتهدّد ثروتنا الطبيعية هي الحرائق التي تلتهم غاباتنا الخضراء متنقلة بين منطقة وأخرى بغض النظر عما اذا كانت هذه الحرائق طبيعية أو مفتعلة أو مسببة بالاهمال وغياب التوعية واللامبالاة. وكنا في وزارة البيئة نأسف لرؤية الوسائل التقليدية المستخدمة في إطفاء الحرائق التي تلتهم احراجنا، وهي وسائل متواضعة وليست بحجم الكارثة مع تسجيل كل تقديرنا لتضحيات الدفاع المدني ولطوافات الجيش اللبناني مع أملنا واصرارنا على تطوير هذه القدرات وتعزيزها عدة وعديداً وشراء طوافات مختصة بإخماد الحرائق لمواجهة ما نواجه وما قد نواجهه في المستقبل من خطر يهدّد النسبة القليلة المتبقية من غاباتنا واحراجنا.

وبعد اندلاع الحرائق بوتيرة غير اعتيادية في خلال السنتين الماضيتين والتي أتت على مساحات هائلة من المواقع الحرجية والزراعية في مناطق لبنانية مختلفة، جرت متابعة في وزارة البيئة للنتائج السلبية للحرائق وتمّ وضع اقتراحات عملية للتصدي لهذه الحرائق ومعالجة آثارها السلبية على الاحراج والغابات، وشارك وزير البيئة في لجنة وزارية لمواجهة الحرائق الطارئة برئاسة رئيس الحكومة وعضوية وزراء الدفاع الوطني والداخلية والبلديات والزراعة مهمتها وضع مقترحات للاجراءات والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة هذه الحرائق، وكذلك اقتراح التدابير الواجب اعتمادها لمعالجة آثارها ومتابعة اعمال اللجنة الادارية الفنية للوقاية من حرائق الغابات والرقعة الخضراء في لبنان المؤلفة بقرار من رئاسة مجلس الوزراء الرقم 118\2007 والتي يترأسها المدير العام لوزارة البيئة الدكتور بيرج هتجيان وتضم ممثلين لوزارة الدفاع ـ قيادة الجيش، وزارة الداخلية والبلديات ـ المديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للدفاع المدني، وزارة الزراعة ـ المديرية العام للزراعة، مجلس الانماء والاعمار، الهيئة العليا للاغاثة، ومستشارا اعلاميا من رئاسة مجلس الوزراء وجمعية الثروة الحرجية والتنمية. وقد خلصت المقترحات أولاً الى إنشاء غرفة عمليات مركزية مشتركة بين الجهات المعنية كافة بالوقاية من الحرائق ومكافحتها تعمل على مدار السنة، وتهدف الى التدخل السريع والفعال للمؤسسات المعنية بعد إجراء التقييم المناسب لدرجة الحرائق. وتضم هذه الغرفة ممثلين للادارات المعنية بمكافحة حرائق الغابات لاسيما وزارة الزراعة وقيادة الجيش اللبناني والمديرية العامة للدفاع المدني وجمعية الثروة الحرجية والتنمية. ثانياً تحريك موارد مالية على شكل هبات من المجتمع الدولي لتأمين التجهيزات اللازمة لعناصر الدفاع المدني والجيش ومأموري الاحراج التابعين لوزارة الزراعة والمتطوعين وتزويدهم بالاجهزة الاساسية لمكافحة وادارة الحرائق وبناء القدرات المناسبة من خلال برامج التوعية وتطوير المهارات وتنظيم دورات تدريبية واعادة التحريج بأغراس من الصنوبر المثمر وإنشاء مشاتل زراعية. كما جرى بحث في تأهيل طوافات «بوما» العائدة للجيش اللبناني والتي تبيّن أنها تحتاج الى مبالغ باهظة، اضافة الى فتح حوار مكثف مع البلديات لتحديد امكانياتها وحاجاتها من تطوير قدرات الموارد البشرية الى وجوب صيانة الاحراج ومراقبتها كونها تشكل رادعاً اساسياً لانتشار الحرائق وتوفير البنى التحتية اللازمة والمعدات لمكافحة أي حريق. ومن نتائج اعمال اللجنة صدور تعميم عن النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا يطلب فيه من النيابات العامة الاستئنافية أن يصار الى تكليف المفارز القضائية المعنية لمتابعة التحقيقات التي تباشرها وحدات الدرك الاقليمي في حوادث اندلاع الحرائق بهدف التوصل الى نتائج محددة.

إن موضوع الحرائق هو من أكبر الهموم لدينا في وزارة البيئة التي أجرت إحصاءات تحليلية لمساحة الحرائق فوجدت أنها أكثر من 5200 هكتار في خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد تمّ العمل على تحريج 19 موقعاً تعرضت للحرائق وزُرع حوالي 22 الف غرسة من اشجار الصنوبر المثمر. والعقبات التي تعترض العمل ليست فقط مادية بل بشرية أيضا، وإن التصور المالي لتأمين حاجات التدريب وبناء القدرات يقدّر بمبالغ باهظة.

ولكن انطلاقاً من مسؤولياتنا في وزارة البيئة، فنحن لن نتهرّب من مواجهة كل ما يعرّض بيئتنا للخطر سواء عن طريق الحرائق أو المرامل والمقالع والكسارات أو النفايات الصلبة أو تلوث الماء والهواء. وإننا نعتبر أن النصوص والدراسات التي تضعها الوزارات والهيئات الاهلية والمدنية مهمة جداً لرسم خريطة طريق تحدّد السبل الكفيلة بالوقاية والحد من أخطار الحرائق والتلوث، لكن الدراسات وحدها لا تكفي إن لم تقترن بتحرك ميداني على الارض أولاً للوقاية من أي خطر بيئي وثانياً لازالة الضرر واعادة صيانة المواقع التي عملت فيها الكسارات تخريباً وألسنة النار حريقاً والنفايات تلويثاً. ولذلك فإننا دعونا الجمعيات البيئية ولجان المحميات الطبيعية واتحاد الكشافة اللبناني ومؤسسات السياحة البيئية ونوادي المشي في الطبيعة الى المشاركة في «المؤتمر الوطني الدائم للبيئة» الذي من اهدافه تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتعاون في وضع خطة وطنية للحفاظ على الارث الطبيعي في لبنان، وعلى الثروة التي لا تُقدّر بثمن، وتحويل الجمعيات البيئية المنتشرة على مختلف الاراضي اللبنانية الى عيون ساهرة على البيئة وإبلاغ الوزارة بكل مخالفة بهدف معالجتها ومكافحتها.

* وزير البيئة اللبناني



وزير الزراعة يحذر من مخاطر تقلص المساحات الخضراء في لبنان

حذر وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن من مخاطر تقلص المساحات الخضراء من جراء الحرائق التي التهمت احراج وغابات لبنان خلال الاعوام الماضية والتمدد العمراني.

واعلن حسن في كلمة خلال افتتاحه ورشة عمل عن التشريعات الخاصة بادارة غابات الصنوبر عن تقلص مساحة الغابات في مختلف المناطق اللبنانية خلال العقود الستة الماضية بنسبة 22 في المئة قائلا ان "مساحات الغابات اصبحت 13 في المئة بعد ان كانت تغطي 35 في المئة من مساحة لبنان".

وراى ان "قانون الغابات في حاجة الى تحديث اضافة الى قانون حرائق الغابات الذي هو قيد الانجاز وهو جزء من المشكلة اضافة الى طريقة استثمار الغابات بطريقة لا تؤذي الغابة وتترك مجالا للمواطنين للاستفادة من اليباس فيها وكذلك الاعشاب الطبية وصولا الى رعي الماشية في داخل الغابة".

ودعا الى "المحافظة على التوازن البيئي والحيواني مثل الثدييات الصغيرة والحيوانات الموجودة في الغابات طالما اننا فقدنا الكثير من الثدييات الكبيرة مثل الدببة والنسور والصقور والذئاب وغيرها".
وكانت الحرائق التهمت خلال الاعوام الماضية الاف الهكتارات من المناطق الحرجية في مختلف مناطق جبل لبنان والشمال والجنوب وقضت على الكثير من اشجار الصنوبر والسنديان.







 نسبة تلوث الهواء في بيروت تتخطى المسموح به عالميا



أعلنت وحدة البحوث المشاركة في دراسة نوعية الهواء في بيروت أن معدلات التلوث بثاني أوكسيد النيتروجين، ارتفعت في العام 2010، وتراوحت ما بين 47 و85 ميكروغرام في كل متر مكعب، مع معدل سنوي يناهز 58 ميكوغرام. وكانت المعدلات تتراوح في العام 2009 ما بين 42 و82 ميكوغرام، مع معدل سنوي بلغ 53 ميكوغرام. 
وبذلك، تخطت معدلات التلوث في العاصمة النسبة القصوى المسموح بها من قبل «منظمة الصحة العالمية»، وهي 40 ميكوغرام في كل متر مكعب، بينما النسب العادية تتراوح ما بين عشرة وعشرين ميكوغرام سنويا.

وقد عقدت الوحدة ندوة أمس في المركز الوطني للبحوث العلمية، خصصت لإطلاع اللبنانيين على نتائج الدراسة، لأن التلوث يخص كافة القطاعات والفئات من دون استثناء. وتضم الوحدة ثمانية باحثين من الجامعتين «الأميركية» و«اليسوعية»، يمول المجلس الوطني للبحوث العلمية أبحاثهم. وأكد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تشكل القاعدة الأولى لبيانات شاملة عن تلوث الهواء في العاصمة، وتجعل منها، بالتالي، أساسا لحملات التوعية العامة، واتخاذ المبادرات والقرارات اللازمة للحد من التلوث، على أن تشمل المرحلة الثانية بيروت الكبرى الممتدة من الزلقا حتى خلدة. 
وعلى الرغم من الارتباط الوثيق بين التلوث وبين الصحة العامة، فقد غاب عن الندوة ممثلا وزارتي الصحة العامة والبيئة، وحضر ممثلا قوى الأمن الداخلي والأشغال العامة والنقل. كما شارك فيها كل من نائب رئيس «الجامعة الأميركية» للشؤون العلمية الدكتور أحمد دلال، ونائب رئيس «الجامعة اليسوعية» جورج عون. 
وتولت أستاذة الجغرافيا في «اليسوعية» جوسلين جيرارد شرح الجزء الموكل إلى فريق البحث في الجامعة، وأوضحت أن طبيعة بيروت الجغرافية تجعل من دراسة تلوث الهواء مسألة صعبة لأنها محاطة بالجبال شرقا وبالبحر غربا، وتنفتح على طرق طويلة شمالا وجنوبا. 
وتقارب مساحة بيروت الإدارية واحدا وعشرين كيلومترا، يعيش فيها ما يقارب ثلاثمئة وثمانين ألف نسمة، وقد جرت دراسة طوبوغرافية معمقة لها، تم بموجبها اختيار خمس نقاط وضعت فيها آلات قياس، كونها لا تضم كثافة سكانية وبعيدة نسبياً عن الطرق المزدحمة، وهي كل من «الجامعة الأميركية» ومدرسة «الكوليج بروتستانت»، و«ثانوية ليسيه عبد القادر»، و«هوفلان» في الأشرفية، وحرج بيروت في الطيونة. 
وقالت جيرارد إن رقم الثمانية وخمسين ميكوغرام يتخطى بنسبة مئتين في المئة الكمية المسموح بها، أي عشرين ميكوغرام، مشيرة إلى أنه بعد دمج الخرائط مع التوزيع السكاني لمدينة بيروت، تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن نسبة ثلاثة وتسعين في المئة من سكان المدينة يتعرضون لنسبة تلوث تزيد عن أربعين ميكوغرام. 
من جهتها، أوضحت أستاذة كيمياء في «الأميركية» والمنسقة العامة للدراسة نجاة صليبا أن فريق «الأميركية» درس الجسيمات العالقة في الهواء، ذات القطر الأقل من 10 ميكرومتر، وأقل من 2،5 ميكرومتر، في ثلاثة مواقع مختلفة من العاصمة شملت «الأميركية»، وثانوية عبد القادر، والثانوية الفرنسية اللبنانية الكبرى الواقعة على طول خط يمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي للعاصمة. وقد تبين أن تركيز الجسيمات العالقة ذات القطر الأقل من 10 ميكرومتر، بلغ 55 ميكروغرام في الجامعة الأميركية، و61 ميكروغرام في ثانوية عبد القادر، و75 ميكوغرام في الثانوية الفرنسية اللبنانية الكبرى. أما الجسيمات الأقل من 2،5 ميكرومتر فقد وصل تركيزها إلى عشرين ميكوغرام في المواقع الثلاثة. وبذلك، تخطت المعدلات السنوية للجسيمات العالقة، المعدلات المسموح بها من قبل «الصحة العالمية» وهي 20 ميكوغرام للجسيمات الأقل من 10 ميكرومتر، و10 ميكوغرام للجسيمات الأقل من 2،5 ميكرومتر، أي بنسب تتراوح بين 100 و275 في المئة عن المسموح به. 
وتدخل تلك الجسيمات إلى الرئتين عبر الجهاز التنفسي، بينما تشكل وسائل النقل المكون الأساسي لها، بالإضافة إلى الغبار الذي ينتقل إلى لبنان من الصحراء الأفريقية والصحراء العربية.




 دعوني اتنفس ...حملة بيئية تهتم بالسلاحف البحرية



لعامها الثاني على التوالي جمعية كشاف البيئة في لبنان تنظم حملة بيئية تحت شعار " دعوني اتنفس " و التي تستهدف التوعية على اهمية الحياة البحرية و على تعزيز التوعية البيئية من خلال التركيز على السلاحف البحرية التي تتكاثر في محمية جزر النخيل في طرابلس .
ففي الساعات الاولى من صباح يوم الاحد تجمع مايزيد عن 150 كشافا و مرشدة اضافة الى مجموعة من شباب حركة الشبيبة الارثوذكسية , فرع النبعة بيروت , و دلك على الكورنيش البحري لمدينة الميناء عملا منهم على المساهمة في التوعية و المحافظة على الحياة البحرية في لبنان .
البداية مع النشيد الوطني اللبناني الذي عزفته الفرقة الموسيقية الخاصة بالجمعية امام المشاركين و حشد من الاهالي بحضور الهيئة الادارية للجمعية و من ثم كلمة المفوض العام القائد اسماعيل ابو مرعي الذي اثنى على نشاط الاعضاء و حثهم على الاستمرار بالانشطة البيئية .
بعدها تم تقسيم المشاركين الى ثلاثة مجموعات : المجموعة الاولى توجهت الى شاطئ القليعات في عكار حيث تتكاثر السلاحف البحرية , و المجموعة الثانية انتقلت الى شاطئ الميناء بالقرب من المسبح الشعبي في حين انتقلت الجموعة الثالة بحرا بالمراكب باتجاه جزر مدينة طرابلس حيث القسم الاكبر من النشاط . بدات العمليات اولا بجمع النفايات عن شواطئ الجزر الثلاتة و من ثم تم تجميعها و فرزها ميدانيا .
بعد اتمام النشاط الميداني , اســتانف النشاط التوعوي بالقاء محاضرة لمفوض البيئة المحامي نجيب سنجر حول اهمية المحميات البحرية في الحفاظ على التنوع البيولوجي , و محاضرة للقائد مراد العبوشي حول موضوع السلاحف البحرية الموجودة على الشاطىء اللبناني انواعها و اهميتها و اهم المخاطر التي تتهددها .
و انتهى النشاط باقامة حواجز محبة تم خلالها توزيع منشورات عن المحميات البحرية اللبنانية .








 الجفاف يهدد نهر الاردن



أظهر تقرير طرحته منظمات لحماية البيئة اليوم الاثنين أن نهر الأردن الواقع على الحدود بين فلسطين المحتلة والأردن أصبح مهددا بالجفاف اعتبارا من العام المقبل.

وأشار التقرير إلى أن 98 في المئة من مياه النهر يتم تحويلها إلى إسرائيل والأردن وسوريا. وأوضح التقرير أن مياه النهر تلوثت بشكل كبير بفعل مصارف المرافق الصحية، فضلا عن ملوحة المياه والرائحة العفنة التي تصدر منها.

وطرح التقرير الجديد الوسائل الممكنة لترشيد استهلاك مياه النهر عبر إسرائيل والأردن والإدارة الفلسطينية.

وقال غيدون برومبرغ، رئيس جمعية "أصدقاء أرض الشرق الأوسط"، إن الدراسة حددت كميات المياه التي يتم الاحتياج اليها ومصدرها وتكلفتها وأكد أن الهدف هو الحفاظ على النهر ومنحه الفرصة للتعافي.

من ناحية أخرى، يشارك 180 خبيرا اليوم في مؤتمر للمياه يستغرق يومين بالعاصمة الأردنية عمان للتشاور حول سبل إنقاذ نهر الأردن التاريخي.

معلومات سريعة عن النهر 

يبلغ طوله حوالي 80كلم وطول سهله حوالي 360 كلم ويتكون من ثلاثة روافد هي بانياس القادم من سوريا واللدان القادم من شمالي فلسطين وحاصباني القادم من لبنان، وبحيرة طبرية .

ويفصل النهر بين فلسطين التاريخية والأردن إلى ان يصب في مياه البحر الميت المعروفة بملوحتها العالية.

حسب الإنجيل تعمد به يسوع على يد يوحنا المعمدان في وادي الخرار على الضفة الشرقية.

وقد دارت في تلك المنطقة معارك كثيرة على ضفاف نهر الأردن مثل معركة اليرموك بين الروم والمسلمين في منطقة اليرموك شمال الاردن والتي أنتصر فيها المسلمين. وحديثا في الثلث الأخير من القرن العشرين أحداث كمعركة الكرامة بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي وانتصر فيها الاردنيون.




 تناقص مستوى المياه في انهار العالم الرئيسية



حذر باحثون امريكيون من ان مستوى المياه في بعض انهار العالم الرئيسية انخفض بشكل ملحوظ خلال الخمسين عاما الاخيرة. 

ويرجع انخفاض مستوى المياه، كما يقول الباحثون، الى التغييرات المناخية التي يشهدها كوكب الارض، مشيرين الى ما لذلك من تأثيرات ضخمة في الوقت الذي يزداد فيه عدد سكان العالم. 

وتعتبر منطقة القطب الشمالي هي المنطقة الوحيدة التي حدثت فيها زيادة كبيرة في مستوى المياه بسبب ذوبان الجليد، وزيادة سقوط الثلوج. 

ونشرت الدراسة في مجلة المناخ التابعة للجمعية الامريكية للتغيرات المناخية. 

ويقول الباحثون ان هناك تراجع في الموارد الرئيسية للماء العذب الذي يعتمد عليه سكان الارض، مثل النهر الاصفر شمالي الصين، ونهر الكانج في الهند ونهر كولورادو في الولايات المتحدة. 

وقد درس الباحثون اوضاع اكثر من 900 نهر خلال فترة زمنية قدرها خمسون عاما الى عام 2005. 

ووجد الباحثون ان هناك تراجعا عاما في مقدار تدفق المياه في محيطات العالم. 

ويعود معظم الانخفاض الى انشطة بشرية مثل اقامة السدود او تحويل المياه لاغراض الزراعة. 

الا ان الباحثين اكدوا على اهمية عنصر التغير المناخي مشيرين الى ان ارتفاع درجات الحرارة ادى الى تغير انماط سقوط المياه كما ادى الى زيادة معدلات التبخير. 










 ارتفاع درجات الحرارة في المناطق القطبية و مستويات البحار ترتفع



قالت مجموعة دولية من العلماء إن مناطق القطبين الشمالي والجنوبي تزداد دفئا بشكل أسرع مما كان يعتقد في السابق وهو ما يزيد من ارتفاع مستويات البحار في أنحاء العالم ويجعل حدوث تغير شديد في المناخ أكثر ترجيحا من أي وقت مضى.

وجاء في ملخص لتقرير أعده الباحثون أن "الثلوج والجليد تتقلص في المنطقتين القطبيتين بما يؤثر على حياة البشر وكذلك النباتات المحلية والحياة الحيوانية في القطب الشمالي الى جانب دورة الغلاف الجوي ومستوى البحر."

وقال التقرير الذي يحمل عنوان "بحث الحالة القطبية" انه مازال يجري تنقيح تقييم لنتائج البحث.

وأضاف "لكن يبدو من المؤكد الآن أن طبقات الجليد في كل من جرينلاند والقطب الجنوبي تفقد حجمها وبالتالي ترفع مستوى البحر وان معدل فقدان الجليد في جرينلاند يتزايد."

وتابع "البيانات الجديدة تؤكد كذلك أن زيادة الدفء في القطب الجنوبي أكثر انتشارا مما كان يعتقد قبل (برنامج) العام القطبي الدولي."

وشاركت أكثر من 63 دولة وحوالي عشرة الاف عالم في البرنامج الذي بدأ في مارس اذار 2007 ويختتم الشهر المقبل بتكلفة 1.5 مليار دولار.

وذكر خبراء برنامج العام القطبي الدولي في مؤتمر صحفي أن ذوبان الجليد يتسارع فيما يبدو خاصة في منطقة غرب القطب الجنوبي التي تمتد حتى قرب الطرف الجنوبي لامريكا اللاتينية بعد أن كان يعتقد من قبل أنه ثابت.

وقال ديفيد كارلسون مدير المكتب الدولي لبرنامج عام القطب الدولي ان مستويات الملح في البحر حول القطب الجنوبي تتزايد مما يشير الى أن طبقات الجليد السفلى في القارة تذوب.

لكن الخبراء قالوا ان من الصعب قياس سرعة حدوث هذه التطورات ومن المستحيل التنبؤ بتأثيراتها المحتملة على العالم بدقة في ظل أدوات البحث المتاحة حاليا.

وقال خبراء برنامج العام القطبي الدولي ان حتى الزيادة الصغيرة نسبيا في مستويات البحار ربما تهدد تجمعات سكانية ضخمة في المدن الواقعة في مناطق ساحلية منخفضة وبخاصة في الدول النامية وكذلك في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وذكر التقرير أن البحث الذي أجراه برنامج العام القطبي الدولي اكتشف تجمعات كربونية أكبر من المتوقع في الطبقة المتجلدة تحت القطب الشمالي والتي يمكن أن يطلقها مزيد من الدفء الى الغلاف الجوي في شكل غازات مسببة للاحتباس الحراري.

Advertisement

0 comments:

Post a Comment

 
Top